تحضير نص أم السعد السنة الأولى متوسط – الجيل الثاني

كَانَتْ أمّ السَّعْدِ امْرَأَةً في الْعَقْدِ الْخَامِسِ مِنْ عُمْرِها، طَوِيلَةَ الْقَامَةِ رَقِيقَةَ الْعُودِ، بَيْضَاءَ الْبَشرَةِ، مَرْفُوعَةَ الرَّأْسِ أَبَداً، ذَاتَ نَظْرَةٍ لا تَخْلُو مِنْ حِدّةِ. وَقَدْ وَخَطَ الشّيْبُ شَعْرَها، وَلَكِنّها لاَ تَزَالُ تَحْتَفِظُ بِالْكَثيرِ مِنْ نَشَاطِها وَحَيَوِيَّتها.

نَشَأَتْ أُمُّ السَّعْدِ في قَرْيَتها، الْوَاقِعَةِ عَلَ ضَفّةِ الْوَادِي وَبِهَا عَاشَتْ وَتَزَوّجَت.

تزوجها ابْنُ عَمِّها، وَهِيَ لَمْ تَبْلُغِ السّادِسَة عَشْرةَ مِنْ عُمْرِها؛ ولَكِنَّها كانَتْ كَامِلَة النُّضُوجِ في وَقْتٍ مُبَكّر. وَقَدْ تجَلّى كلُّ ذلك في حَدِيثِها وَتَصَّرفاتِها الْمُتَّزِنَة، فَأحَبَّها زَوْجُها لِخُلُقِها وَحُسْنِ سُلوكِها، ودَأَبَ عَلى احْتِرامِها وَتَقْدِيرِها مُنْذُ بِدَايَةِ حَياتِهِ الزَّوْجِيّةِ مَعَهَا.

مَاتَ عَنْها زَوْجُها، عِنْدَما بَلَغَتِ الْأرْبَعِينَ مِنْ عُمْرِها فَحَزِنَتْ عَلَيْهِ حُزْناً بالِغاً، انفْطَرَ لهَ قَلْبُها، وَبَكَتْهُ بِدمُوعٍ مُخْلِصةٍ مِمَّ أثَّرَ في صِحّتِها وَأَنْحَلَها، وغَيَّر مَلامِحَها بَعْضَ الشّيءِ.

مُنْذُ تِلْكَ الْفَاجِعَةِ الّتي ألَمّتْ بِها، أَخَذَتْ هيَ نَفْسُها تعْتَنِي ببُسْتانِها وَدَارِها. وَلَمْ تَكُنْ تَقْبَل أن يُسَاعِدَها أَوْلادُها في الْقِيام بِأَمْرِ الْبُسْتَانِ، لِأنَّ أَعْمَالهُم كَانَتْ تَتسِّمُ بِالسُّرعَةِ والابْتِسَار.

غَيرْ أَنَّها لَمْ تَأْسَفْ لِذَلِكَ؛ لَمْ يَكُنْ مِنَ الصّعْبِ عَلَيْها أَن تُؤَدّي الْعَمَلَ وَحْدَها. وَكَانَتْ تَشْعُر باعْتِزاَزٍ كُلّما انْتَهَتْ مِنَ الْقِيَامِ بِعَمَلٍ ما. فَقَدْ تَعَوّدَتْ أَنْ تُرَاقِبَ زَوْجها في حَيَاتهِ وَهُوَ يُؤدّي وَاجِبهُ في الْبُسْتَان؛ فَأُعْجِبَتْ بِمهَارتِه، وَتَعَلّمَتْ عَنْهُ حُبَّ الْجَماَلِ والتّنْسيقِ والرِّعايةِ.

أبو العيد دودو

تعريف الكاتب

أبو العيد دودو من مواليد 1934 م بقرية تامنجر ، بلدية العنصر ( جيجل ) ، عمل أستاذا بجامعة الجزائر
ثم مديرا لمعهد اللغة العربية وآدابها ، أتقن عدة لغات.

افهم كلماتي

• خط:خالط سواد شعرها.
• دأب:جد,استمر.
• حزت:قطعت
• انفطر:انشق

افهم النص

• اذكر بعض الصفات التي خصّ بها الكاتب أم السعد ؟ الصفات التي خص بها الكاتب أم السّعد هي ( طويلة القامة ـ بيضاء البشرة ، رقيقة العود مرفوعة الرّأس وخط الشيب شعرها ).
• قم بسرد بعض الاحداث المهمة في النص المسموع. الأحداث المهمة في النص هي:
• • • • • • • • • • • • • • تزوجها ابن عمها وهي لم تبلغ السادسة عشر من عمرها.
                          • توفي زوجها وهي في الاربعين.
                          • أخذت هي نفسها تعتني بستانها ودارها.
• هل تأثرت بموت زوجها ؟ نعم.
• اذكر العبارات الدّالة على ذلك. حزنت عليه حزنا بالغا، انفطر قلبها، بكته بدموع مخلصة ممّا أثر في صحتها وأنحلها وغير ملامحها.
• هل استسلمت أم السّعد، وضعف نشاطها بعد رحيل زوجها؟ لا.
• كيف ذلك ؟ أخذت تعتني ببستانها ودارها ، وكانت ترفض أن يساعدها أبناؤها.  
• من خلال ما سمعت حدد بعض مظاهر الإخلاص والتضحية عند أم السعد.
  
• • • • • • • • • • • • حزنت على زوجها حزنا بالغا انفطر له قلبها.
                        
                      • بكته بدموع مخلصة مما أثر في صحتها وأنحلها.
                        
                      • أخذت تعتني ببستانها وودارها دون اعتمادها على مساعدة من أحد.
                        
                      • توفي زوجها فصبرت ,اعتنت بابنائها,تحملت مسؤولية البستان ظلت وفية لذكرى زوجها.

الفكرة العامة

• قصة حياة أم السعد.
• صبر ام السعد وتضحياتها دليل على إخلاصها ووفائها.

الأفكار الاساسية

• تقديم الكاتب لوصف مادي لأم السعد.
• نبذة عن حياة أم السعد قبل و بعد وفاة زواجها.
• أم السعد خير خلف لزوجها في العمل.

المغزى من النص

• أم السعد نموذج للمرأة الجزائرية القوية المجاهدة.
• صبر أمّ السّعد وتضحياتها دليل على إخلاصها و وفائها.
• الإخلاص والتضحية أهم صفات المراة الوفية وسر سعادة أفراد أسرتها.

اشتملت القصة على عنصر الزمان والمكان وشخصيات حركت الاحداث المتسلسلة سم النمط الذي يركز على ما سبق: النمط سردي ومن مؤشراته: تسلسل الاحداث، الزمان والمكان، الشخصيات.

طويلة القامة ـ بيضاء البشرة ، رقيقة العود مرفوعة الرّأس وخط الشيب شعرها النمط وصفي ومن مؤشراته: التركيز على الموصوف، كثرة النعوت.

الهدف من وراء قراءة القص أخذ دروس وعبر.

القيم التّربويّة

الصّبر، التّضحية ، الإيثار، الإخلاص، المحبّة، الوفاء. 

بيّن فضل اللغة العربية في حفظ النص من الضّياع ، وقدرتها على التّصوير والتّعبير عن مختلف الأفكار و المشاعر. يكمن دور اللغة العربية في كونها تحفظ كل موروث أدبيّ أو ثقافيّ من الضّياع حتّى بعد وفاة أصحابها ، كما أنّها وسيلة للتعبير عن مختلف الأفكار والمشاعر.