تحضير نص محاورة الطبيعة السنة الثالثة متوسط – الجيل الثاني

نص محاورة الطبيعة ص 122 من الكتاب المدرسي الجديد.

النص:

عِنْدَ الفْجَْر،ِ قبُيَْلَ بُزوُغِ الشَّمْسِ مِنْ وَرَاءِ الشَّفَقِ، جَلَسْتُ فِي وَسطِ الْحَقْلِ أُنَاجِي الطَّبِيعَةَ، وَبيَْنَمَا كُنَّا عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ، مَرَّ النَّسِيمُ بيَْنَ الْغَْصَانِ مُتَنَهِّدًا تنََهُّدَ يتَِيمٍ ياَئِسٍ، فسََألَتْهُُ مُسْتَفْهِمًا: لمَِاذَا تتََنَهَّدُ ياَ أيَُّهَا النَّسِيمُ اللَّطِيفُ ؟ فَأَجَابَ: لَِنَّنِي أَذْهَبُ نَحْوَ الْمَدِينَةِ مَدْحُورًا مِنْ حَرَارَةِ الشَّمْسِ، إلَِى الْمَدِينَةِ حَيْثُ تَتَعَلَّقُ بِأًذْيالِي النَّقِيَّةِ مِكْرُوباَتُ الَْمْرَاضِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ تَرَانِي حَزِينًا. ثُمَّ الْتَفتُّ نَحْوَ الَْزْهَارِ فَرَأَيْتُهَا تَذْرِفُ مِنْ عُيُونِهَا قَطَرَاتِ النَّدَى دَمْعًا، فَسَأَلْتُ: لِمَاذَا الْبُكَاءُ، يَا أَيَّتُهَا الَْزْهَارُ الْجَمِيلَةُ ؟ فَرَفَعَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ رَأْسَهَا اللَّطِيفَ وَقَالَتْ: نَبْكِي؛ لَِنَّ الِْنْسَانَ يَأْتِي، وَيَقْطَعُ أَعْنَاقَنَا وَيَذْهَبُ بِهَا نَحْوَ الْمَدِينَةِ، وَيَبِيعُهَا كَالْعَبِيدِ، وَنَحْنُ حَرَائِرُ ، وَإذَِا مَا جَاءَ الْمَسَاءُ وَذَبلَْنَا، رَمَى بِنَا إلَِى الَْقْذَارِ. كَيْفَ لَ نَبْكِي وَيَدُ الِْنْسَانِ الْقَاسِيَة سَوْفَ تَفْصِلُنَا عَنْ وَطَنِنَا الْحَقْلِ؟
وَبعَْدَ هُنَيْهَةٍ سَمِعْتُ الْجَدْوَلَ يَنُوحُ كَالثَّكْلَى، فَسَأَلْتُهُ: لِمَاذَا تَنُوحُ يَا أَيُّهَا الْجَدْوَلُ الْعَذْبُ؟ فَأَجَابَ: لَِننَِّي سَائِرٌ كرُْهًا إلَِى الْمَدِينَةِ حَيْثُ يَحْتَقِرُنِي الِْنْسَانُ، وَيَسْتَخْدِمُنِي لِحَمْلِ أدَرْاَنِه،ِ كَيْفَ لَ أنَُوحُ وَعَنْ قرَِيبٍ تُصْبِحُ نَقَاوَتِي وِزْرًا وَطَهَارَتِي قَذرًا. ثُمَّ أَصْغَيْتُ، فَسَمِعْتُ الطُّيُورَ تُغَنِّي نَشِيدًا مُحْزِنًا يُحَاكِي النَّدْبَ فَسَأَلْتُهَا: لِمَاذَا تَنْدُبِينَ يَا أَيَّتُهَا الطُّيُورُ الْجَمِيلَةُ؟ فَاقْتَرَبَ مِنِّي الْعُصْفُور وَوَقَفَ عَلَى طَرَفِ الْغُصْنِ وَقَالَ: سَوْفَ يَأْتِي ابْنُ آدَمَ حَامِاً آلَةً جَهَنَّمِيَّةً تَفْتِكُ بِنَا فَتك الْمِنْجَلِ بِالزَّرْعِ، فَنَحْنُ يُوَدِّعُ بَعْضُنَا بَعْضًا؛ لَِنَّنَا لَ نَدْرِي مَنْ منَِّا يتَمَلََّصُ مِنْ القَْدرِ المَْحْتُومِ، كَيْفَ لَ ننَْدُبُ وَالمَْوْتُ يتَْبعَُنَا أيَنْمََا سِرْنَا؟ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ، وَتُوِّجَتْ رُؤُوسُ الَْشْجَارِ بِأَكَالِيلَ ذَهَبِيَّةٍ وَأَنَا أَسْأَلُ ذَاتِي: لِمَاذَا يَهْدِمُ الِْنْسَانُ مَا تَبْنِيهِ الطَّبِيعَةُ؟

جبران خليل جبران. دمعة وابتسامة. ص: 136

التعريف بالكاتب :

جُبْران خليل جُبْران (6 يناير 1883 – 10 أبريل 1931 م) شاعر، كاتب، فيلسوف، عالم روحانيات، رسّام، فنان تشكيلي، نحّات عُثماني من أدباء وشعراء المهجر، ولد في بلدة بشري في شمال لبنان زمن متصرفية جبل لبنان، في سوريا العثمانية ونشأ فقيرًا، كانت والدته كاميلا في الثلاثين من عمرها عندما ولدته وكان والده خليل هو زوجها الثالث. ولم يتلق جُبران التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان. هاجر صبيًا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرُس الأدب وليبدأ مسيرتهُ الأدبية، والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، امتاز أسلوبه بالرومانسية ويعتبر من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصةً في الشعر النثري.

كان جبران عضوًا في رابطة القلم في نيويورك، المعروفة حينها بشُعراء المهجر جنبًا إلى جنب مؤلفين لبنانيين مثل الأمين الريحاني وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي. اشتهر في المهجر بكتابه النبي الذي صدر في عام 1923، وهو مثال مُبكر على «الخيال الملهم» بما في ذلك سلسلة من المقالات الفلسفية المكتوبة في النثر الشعري باللغة الإنجليزية، وحصل الكتاب على مبيعات جيدة على الرغم من الإستقبال الناقد والرائع. عُرفَ أيضاً بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد شكسبير ولاوزي، وقد تُرجمَ كتاب النبي إلى ما يصل إلى 110 لغة منها الصينية.

توفي جُبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931 عن عمر ناهز 48 عاماً؛ بسبب مرض السِل وتَليُف الكَبِد، وقد تمنى جُبران أن يُدفن في لبنان، وتحققت أُمنيته في عام 1932، حيثُ نقلَ رُفاته إليها، ودُفنَ هُناك فيما يُعرَف الآن باسم «متحف جبران».

المصدر: ويكيبيديا – جبران خليل جبران. 

أفهم وأناقش:

• حدد أطراف الحوار في النص ؟ الكاتب – النسيم- الطيور _ الأزهار.
• يبدو أن حزن النسيم والطيور والأزهار واحد، ترى ما سبب حزنها ؟ تصرفات الإنسان.
• هل هناك مساعي لحل هذه المشاكل ؟ نعم.
• متى بدأت مناجاة الكاتب للطبيعة؟ و أين ؟ عند الفجر قبيل بزوغ الشمس وهو في وسط الحقل.
• كيف هر النسيم بين الأغصان؟ مُتَنَهِّدًا تنَهُّدَ يتَيمٍ ياَئِسٍ.
• ما سبب حزن النسيم ؟ أَذْهَبُ نَحْوَ الْمَدِينَةِ مَدْحُورًا مِنْ حَرَارَةِ الشَّمْسِ، إلِى الْمَدِينَةِ حَيْثُ تَتَعَلَّقُ بِأًذْيالِي النَّقِيَّةِ مِكْرُوباَتُ الْأمْرَاضِ.
• ماسبب حزن النسيم ؟ ولماذا كانت الأزهار تبكي ؟ حزن النسيم كان بسبب توجهه للمدينة هناك تتعلق به ميكروبات الأمراض وبكت الطيور لأنها كانت تقطع من طرف الإنسان.
• ما هي أطراف الحوار في هذه الفقرة؟ الكاتب والجدول.
• ما موضوعه ؟ نواح الجدول.
• بم شبه الكاتب نواح الجدول؟ كَالثَّكْلَى.
• بما أجاب الجدول عن سؤال الكاتب؟  لِأننَّي سَائِرٌ كرُهًا إلِى الْمَدِينَةِ حَيْثُ. يَحْتَقِرُنِي الْإنْسَانُ وَيَسْتَخْدِمُنِي لِحَمْلِ أدَرْاَنِه
• بما أجاب الجدول الكاتب حيين سأله عن سبب نواحه ؟ هل من سبب منطقي لهذا البكاء؟ لأنه كان يمشي نحو المدينة أين يرمي فيه الإنسان فضلاته.
• ماسبب حزن النسيم ؟ ولماذا كانت الأزهار تبكي ؟ حزن النسيم كان بسبب توجهه للمدينة هناك تتعلق به ميكروبات الأمراض وبكت الطيور لأنها كانت تقطع من طرف الإنسان.
• بماذا شبه الكاتب نشيد الطيور ؟ ولماذا ؟ الندب لأنه كان نشيدا حزينا.
• كيف كان الطير يغني ؟ الطُّيُورَ تُغَنِّي نَشِيدًا مُحْزِنًا يُحَاكِي النَّدْبَ.
• ما سبب ذلك ؟ سَوْفَ يَأْتِي ابْنُ آدَمَ حَامِاً آلَةً جَهَنَّمِيَّةً تَفْتِكُ بِنَا فَتك الْمِنْجَلِ بِالزَّرْعِ، فَنَحْنُ يُوَدِّعُ بَعْضُنَا بَعْضًا؛ لِأنَّنَا لَ نَدْرِي. مَنْ منِّا يتَمَلَّصُ مِنْ القْدرِ المْحْتُومِ، كَيْفَ لَ ننَدُبُ وَالمْوْتُ يتَبعَنَا أيَنْمَا
• عم سأل الكاتب نفسه ؟  سؤال الكاتب نفسه عن سبب هدم الإنسان ما تبنيه الطبيعة.
• إلام توصل الكاتب في نهاية النص ؟ توصل إلى أن الإنسان هو العدو الأول والأبدي لبيئته.

أثري رصيدي اللغوي :

• أناجي: أحكي ما في قلبي من أسرار.
• مدحورا :مطرودا.
• تدرف: تسيل.
• النواح : من النياحة و هو البكاء على الميت.
• كرها : مرغما و غير راض.
• ادرانه : اوساخه و فضلاته
• الوزر : الحمل الثقيل.
• تفتك : تقتل و تزيح.
• يتملص : ينجو و يتخلص
• الاقذار : الاوساخ م: قذَر.
• هنيهة: مدة قصيرة من الوقت.
• الثكلى : المرأة التي فقدت ابنها.
• الندب : رثاء وما يصاحبه من أنين.
• الثكلى : هي المرأة التي فقدت ولدها.
• الندى : جمعها أنداء وأندية ،بخار الماء يتجمع ويتكاثف في الجو البارد ليلا ويتحول الى سائل يتجمع في الصباح على شكل قطرات من الماء.

الفكرة العامة:

• حوار الكاتب مع طبيعة حزينة تشكو معاملة الإنسان لها.
• مناجاة الكاتب الطبيعة فجرا وحواره مع بعض عناصر الطبيعة.
• مناجاة الكاتب للطبيعة بدافع حبه الشديد لها، داعيا إلى حمياتها والمحافظة عليها.

الأفكار الاساسية:

1. النسيم يتنهد قهرا للكاتب من قذارة المدينة.
2. بكاء الأزهار جراء قطعها من طرف الإنسان.
3. نواح الجدول بسبب احتقار الإنسان له ورمي الفضلات والأوساخ في مياهه العذبة.
4. تشبيه الكاتب لنشيد الطيور بالنديب و استخلاص الكاتب أن الانسان هو عدو الطبيعة.

1. حديث الكاتب مع النسيم واستفساره سبب تنهد ه وحزنه
2. حزن الأزهار وبكاؤها أسفا على حياتها التي بعث بها الإنسان
3. نواح الجدول بسبب احتقار الإنسان له ورمي الفضلات والأوساخ في مياهه العذبة.
4. تصوير الكاتب نشيد الطيور بالندب وجواب الطيور عن سبب الانشاد الحزين.

المغزى العام:

• الطبيعة هي هذا الكون العجيب المدهش الساحر الذي يشمل البحار والأشجار والجبال وغيرها، وقد خلقه الله تعالى لنا بأحسن صورة لذا فلنحافظ عليها.
• البيئة بيتنا كلّنا وهي المكان الذي يعكس ثقافتنا فإذا كانت بيئتنا صيحيحة نكون على وعي وثقافة عالية والعكس صحيح.
• لا تقتل البيئة كي لا تقتلك. 

أقَوِّمُ مكتسباتي:

يُعدُّ تدميرُ الطّبيعة مسًّا بحقّ أساسيّ من حقوق الإنسان، أَبْرِزْ ذلك بتحليلك للسّؤال الّذي طرحه الكاتب على نفسه في آخر النّصّ

الحقوق البيئية تعتبر من الجيل الثالث وهي حقوق فردية وجماعية ولم تكن فكرة إدراج البيئة ضمن حقوق الإنسان إلا بعد الاخطار التي تعرضت لها البشرية جراء الإهمال والتعدي على البيئة ما أثر بشكل كبير على حقوق الإنسان.

إن الملامح الأولى لولادة حقوق الإنسان البيئية بدأت تظهر بسبب دخان المصانع والنفايات والتلوث البيئي التي لم يستطيع الغرب التأقلم معها بصور صحية بل أدت في معظم المواقف إلى تهديد حياة الإنسان.

لم يذكر في الشرعية الدولية لحقوق الإنسان أن البيئة حق من حقوق الإنسان، ولم تكن الصيغة الصريحة بان البيئة تمثل حقاً من حقوق الإنسان محطاً للقبول من قبل الغرب حتى وقت قريب. وبسبب سيطرة قوى الرأسمالية التي كانت جزءاً من معركة بين أنصار البيئة والمدافعين عن حقوق البيئة كحق من حقوق الإنسان وبين الشركات والمصانع العملاقة التي أعدت كل السبل بفتح جبهة جديدة على هذه المنظمات والأفراد.

تدمير الطبيعة لا يُعتبر فقط مساسًا بحقوق الإنسان بل يُعد انتهاكًا للحق الأساسي في البيئة السليمة والمستدامة، الذي يُعتبر حقًا مشتركًا لجميع الكائنات الحية. يُظهر الكاتب في النص تأثره بمعاناة الطبيعة ويناجي عناصرها، وفي نهاية النص يطرح سؤالًا على نفسه حول سبب هدم الإنسان لما يبنيه الطبيعة.

السؤال الذي طرحه الكاتب يُسلط الضوء على تفكير الإنسان وتصرفاته تجاه الطبيعة، وكيف يمكن أن تكون هذه التصرفات مسؤولة عن تدمير البيئة. يتساءل الكاتب إن كان الإنسان قادرًا على التفكير في عواقب أفعاله وكيف يمكنه أن يقوم بتصحيح تلك السلوكيات.

بالتحليل، نجد أن الكاتب يركز على أن تدمير الطبيعة يشكل انتهاكًا لحق الإنسان في بيئة نظيفة وصحية، وهو يوجه نظرته نحو ضرورة الحفاظ على التوازن البيئي لضمان استمرارية الحياة.

أتذوّق نصّي:

• ما الفكرة التي يودّ الكاتب معالجتها من خلال النّصّ؟  العنوان: يتكون من كلمتين تكون فيما بينهما مركب إضافي وهو يدل على حوار موجه إلى الطبيعة، عناصر الطبيعة.
• استخرج من النص ما يدل على الزمان والمكان.  الزمان الفجر المكان الحقل.
• في كثير من عبارات النّصّ، وظّف الكاتب أسلوب الاستفهام، ما الغرض من ذلك؟ التعجب من تصرفات الانسان.
• هل قول الكاتب: سمعت الجدول ينوح حقيقةٌ أم مجازٌ؟ وضِّحْ بشرح العبارة. شبه الجدول بالمرأة الثكلى التي تنوح وحذف المرأة الحزينة وترك صفة من صفاتها وهي تنوح على وجه الاستعارة المكنية.
• استخرج من النّصّ طباقًا، ثمّ وظّفه في جملة من إنشائك.  نبكي، لا نبكي.
• تأمل العنوان جيد ثم أبرز الأفعال التي تحيل عليه في النص ؟  الأفعال هي : سألت، قال، فأجاب ، التفت ، سألته ، تسألها.

أوظف تعلماتي:

ختم الكاتب نصّه بسؤال، ماذا تفهم منه؟ وما الرّسالة التي أراد الكاتب تمريرها؟

نفهم منه أن الإنسان هو العدو الأول لطبيعته وأنه  يصر على استنزاف ثرواتها واستغلالها بصورة مفرطة ما يؤدي إلى زوالها ونفاذها وبالتالي يغيب التوازن البيئي ما يسبب زوال للحياة على هذا الكوكب تماما.

ختم الكاتب نصّه بسؤال يعكس التفكير والتساؤل حول سبب تدمير الإنسان لما بنته الطبيعة. السؤال يظهر استفهامه حيال التصرفات البشرية ويشير إلى عدم فهمه للسبب وراء هدم ما أنشأته الطبيعة. ربما يكون الكاتب يحاول إيقاظ وعي القارئ وتوجيهه للتفكير في أثر تصرفاته على الطبيعة وضرورة الحفاظ على التوازن البيئي.

الرسالة التي أراد الكاتب تمريرها قد تكون حول أهمية الوعي البيئي وضرورة احترام الطبيعة. يشير السؤال إلى استغراب الكاتب وتساؤله عن سبب تدمير الإنسان لمحيطه، وبالتالي يمكن أن تكون الرسالة هي دعوة للتأمل في تأثير تصرفات الإنسان على الطبيعة وضرورة التحلي بالمسؤولية في التعامل معها.